في مقال لافت نُشر مؤخراً على موقع tcrouzet.com، وجدت أخيراً تحليلاً شاملاً يلخص بدقة الوضع الرقمي الراهن وتطوره عبر العقود الماضية. المقال، المنشور في 24 يناير 2025، يقدم رؤية كلية حول تحول الإنترنت من فضاء حر إلى منظومة مركزية تهدد الحريات الأساسية.
فمنذ عام 1960، بُني الإنترنت على نظام البث الأحادي (يونيكاست)، حيث تتواصل الحواسيب فيما بينها عبر عناوين آي بي فريدة. هذا النظام، رغم توزيعه للمعلومات عبر مسارات متعددة، منح السيطرة لمن يتحكم في الخوادم المركزية.
في تسعينيات القرن الماضي، شهد العالم ولادة شبكة الويب التي خلقت وهم اللامركزية. انتشرت المواقع الشخصية والمدونات، وبدا الإنترنت فضاءً حراً. لكن بحلول عام 2005، أحدث صعود محرك بحث غوغل تحولاً جذرياً. فرض نظاماً يعاقب الروابط البينية بين المواقع، مما قوض أساس الترابط اللامركزي للويب.
مع حلول 2010، دفع تراجع المدونات المستخدمين نحو منصات التواصل الاجتماعي. هذه المنصات، التي تتحكم فيها شركات محدودة، صممت نظاماً يحتجز المستخدمين داخل أسوارها، معاقبة أي محاولة للإشارة إلى محتوى خارجي. وكما يشير أومبرتو إيكو في نقاطه الأربعة عشر حول الفاشية، فإن المركزية المفرطة للسلطة تمهد الطريق نحو السيطرة الشمولية.
في 2025، مع تطور الذكاء الاصطناعي وحاجته لمراكز بيانات ضخمة، تفاقمت المركزية. لكن البدائل ما زالت موجودة: منصة ماستودون اللامركزية، المدونات المستقلة، المكتبات المستقلة، والمواقع الإخبارية الحرة. المقاومة تتجلى في نشر المحتوى خارج المنصات المركزية، واستخدام الروابط الخارجية كأداة لكسر جدران الحدائق المغلقة.
وكما يقول كاتب المقال الأصلي: "نشر رابط خارجي على شبكة اجتماعية أشبه بعمل إرهابي في نظر هذه المنصات". القضية ليست في المغادرة أو البقاء، بل في كيفية استخدام هذه المنصات للحفاظ على فضاء رقمي حر ومتنوع.