تأثير "الضوء المسلط": عندما نبالغ في تقدير اهتمام الآخرين بنا

أضيف بتاريخ 03/03/2025
مدونة المَقالاتيّ

"لا تقلق كثيراً مما يفكر به الآخرون، فهم لا يفكرون بك بقدر ما تظن."



يميل الإنسان بطبيعته إلى الاعتقاد بأنه محور اهتمام من حوله، وهو ما يُعرف في علم النفس المعرفي بظاهرة "تأثير الضوء المسلط". هذا التحيز النفسي يجعلنا نتصور أن الآخرين يلاحظون تصرفاتنا وهيئتنا بدرجة أكبر مما يحدث في الواقع.

وقد أثبتت دراسة علمية أجراها الباحث توم غيلوفيتش عام 2000 هذه الظاهرة بشكل ملموس. حيث طلب من مجموعة من الطلاب ارتداء قمصان تحمل صوراً لمشاهير، ثم سألهم عن توقعاتهم لنسبة زملائهم الذين سيلاحظون هذه القمصان. توقع المشاركون أن نصف زملائهم سيلاحظون ملابسهم، لكن النتائج أظهرت أن الربع فقط انتبهوا لها فعلياً.

يتجلى هذا التأثير في مواقف حياتية كثيرة، فعندما نرتكب خطأً بسيطاً في اجتماع عمل، أو عندما تتلطخ ملابسنا بقطرة ماء، نشعر وكأن جميع من حولنا يراقبون هذا الموقف. لكن الحقيقة أن معظم الناس مشغولون بأنفسهم ولا يعيرون انتباهاً كبيراً لهذه التفاصيل.

يمكن أن يؤدي هذا التحيز إلى القلق الاجتماعي غير المبرر، لكن إدراكنا لهذه الظاهرة يساعدنا على فهم أن الآخرين لا يركزون على أخطائنا وتصرفاتنا بالقدر الذي نتخيله. وكما يقول المثل العربي: "الناس في واد، وأنت في واد آخر".