انقلبت بوصلة وادي السيليكون في 2025، حيث تحول خطابهم من الدعوة للإبداع والتفكير المختلف إلى تبني نهج سلطوي يسعى للهيمنة الفكرية والاقتصادية. وفي مشهد لافت للنظر خلال حفل تنصيب دونالد ترامب لولاية رئاسية ثانية، اصطف رواد التكنولوجيا من تيم كوك إلى مارك زوكربيرج وإيلون ماسك، معلنين تحالفهم مع توجهات سياسية كانت تتعارض مع قيمهم الأصلية.
في تقرير نشرته صحيفة "إل باييس" الإسبانية في فبراير 2025، يرى عالم الاجتماع مانويل كاستلز أن وادي السيليكون مر بثلاث مراحل رئيسية. بدأت بعصر الريادة والابتكار مع ستيف جوبز وبيل غيتس، حيث كان الإبداع والقيم الاجتماعية في المقدمة. ثم تحولت في التسعينيات إلى نموذج الشركات الكبرى التي تسعى للربح، وأخيراً منذ 2010 ظهرت مجموعة جديدة من المبتكرين يسعون للسيطرة المطلقة.
وفي تحليل عميق للظاهرة، يتضح أن قادة التكنولوجيا الجدد يؤمنون بتفوقهم الفكري ويرون أنفسهم نخبة مختارة لقيادة العالم. هذه الرؤية تتجسد في كتابات بيتر ثيل ومارك أندريسن، اللذين يدعوان إلى نموذج حكم يشبه إدارة الشركات، متجاهلين القيم الديمقراطية التقليدية.
يبرز هذا التحول جلياً في منصات التواصل الاجتماعي، حيث تحولت شعارات مثل "فكر بنفسك" و"ابحث بنفسك" إلى أدوات لنشر المعلومات المضللة وتعزيز الاستقطاب. وكما يقول الخبير سام وينبرج من جامعة ستانفورد: "معظمنا يبحر بعمى، مع ثقة ساذجة في قدرتنا على اتخاذ قرارات حكيمة حول المعلومات الرقمية."