يشهد عالمنا المعاصر تحولات عميقة في فهم العلاقة بين البيئة المحيطة وصحتنا النفسية. كشفت الجمعية الأمريكية لعلم النفس عام 2022 عن ظاهرة "فرط التشبع الإعلامي"، وهي حالة من الضغط النفسي تنتج عن التعرض المستمر لتدفق المعلومات.
أثبتت الدراسات العلمية أن البيئات المنظمة تساهم في خفض مستويات القلق والتعب، مع تحسين ملحوظ في القدرة على التركيز والحالة المزاجية. وفي هذا السياق، توصل علماء معهد علوم الأعصاب بجامعة برينستون، باستخدام تقنيات التصوير المتقدمة، إلى أن الدماغ البشري يستجيب بإيجابية للنظام، بينما تستنزف الفوضى البصرية موارده المعرفية.
وقد أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يعيشون في بيئات مزدحمة بالأغراض يميلون إلى المماطلة بشكل أكبر. كما كشفت الأبحاث أن البيئة الفوضوية تدفع الأفراد نحو سلوكيات تعويضية غير صحية، كالإفراط في تناول الطعام ومشاهدة التلفاز.
وتشير الدراسات النفسية إلى ارتباط وثيق بين الفوضى والصحة النفسية. فقد أظهرت دراسة أمريكية أجريت عام 2009 ارتفاعاً في مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول) لدى الأمهات اللواتي يعشن في منازل غير منظمة.
وقد توصل باحثون أمريكيون إلى وجود علاقة تبادلية بين التوتر والفوضى في بيئة العمل، حيث يؤدي الإرهاق العاطفي إلى تأجيل اتخاذ القرارات والاحتفاظ بكميات أكبر من الوثائق، مما يخلق دورة مستمرة من الفوضى والتوتر.