التناقض الفكري في وادي السيليكون: بين الفردية المفرطة والسعي للهيمنة

أضيف بتاريخ 04/14/2025
منصة المَقالاتيّ


تتجلى في وادي السيليكون ظاهرة فكرية مثيرة للجدل، حيث يتداخل خطاب التفكير النقدي مع أساليب الدعاية المؤثرة. فالشعارات التي تدعو إلى "التفكير المستقل" و"البحث الذاتي" تحولت إلى أدوات تغذي الانقسام المجتمعي وتنشر المعلومات المضللة.

يشير الباحث مانويل كاستيلز، المتخصص في علم الاجتماع وتاريخ الإنترنت، إلى تحول عميق في هوية وادي السيليكون. فبعد أن كان ستيف جوبز وأقرانه يجسدون روح الابتكار والتقدم الاجتماعي، تحول المشهد في التسعينيات نحو سيطرة الشركات الكبرى التي تتخذ من الابتكار شعاراً للربح.

ومع ظهور جيل جديد من المبتكرين، مثل إيلون ماسك وبيتر ثيل، برزت طموحات تتجاوز حدود الأرض، من استعمار المريخ إلى بناء عوالم افتراضية. لكن هذه الرؤى تخفي وراءها نزعة تسلطية تقنية، تسعى لتركيز السلطة في أيدي نخبة محدودة.

يتجلى هذا التوجه في كتاب "من الصفر إلى الواحد" لبيتر ثيل، حيث يدافع عن فكرة القائد الاستثنائي المتحدي للأعراف. وبدلاً من تشجيع التنوع الفكري، أصبح قادة التكنولوجيا يروجون لرؤية تضع المليارديرات في مرتبة متفوقة على عامة الناس.

"الفردية المتطرفة في وادي السيليكون ليست سوى قناع لطموحات السلطة" - هكذا يلخص أحد النقاد جوهر هذه الأيديولوجية التي تدّعي الحرية لكنها تسعى للهيمنة.