أثار مبنى "سيمونز هول" في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) جدلاً واسعاً في الأوساط المعمارية والإعلامية بعد حصوله مؤخراً على جائزة "أسوأ مبنى في أمريكا" من قبل مجموعة "الانتفاضة المعمارية" التي تعارض العمارة الحديثة. وقد تم اختيار المبنى، الذي صممه المهندس الشهير ستيفن هول عام 2002، بسبب تصميمه المثير للجدل الذي يجمع بين الابتكار المعماري والوظائف العملية.
يعتمد تصميم "سيمونز هول" على فكرة "الإسفنجة"، حيث يحتوي على حوالي 5500 نافذة صغيرة موزعة على واجهته الخرسانية، ما يمنحه مظهراً فريداً ولافتاً للنظر. ورغم حصول المبنى على عدة جوائز معمارية في السابق، إلا أن الانتقادات ركزت على ما وصفوه بـ"تجاهل الذوق العام وصعوبة الاستخدام اليومي"، حيث اشتكى بعض الطلاب من تعقيد التنقل داخل المبنى وبعد المسافة بين الغرف والمرافق الحيوية مثل قاعة الطعام.
في المقابل، دافع عدد من طلاب MIT وسكان المبنى عن التصميم، معتبرين أنه يعكس روح الابتكار والتفرد التي يتميز بها المعهد، وأنه كان سبباً في جذبهم للدراسة هناك. كما أشار البعض إلى أن المبنى ليس الأسوأ في الحرم الجامعي، بل هناك مبانٍ أخرى أقل جاذبية من وجهة نظرهم.
تسلط هذه القضية الضوء على الجدل الدائم بين أنصار العمارة الحديثة الذين يدافعون عن الابتكار والتجريب، وبين المحافظين الذين يفضلون التصاميم التقليدية ويرون في الحداثة ابتعاداً عن الجمال والوظيفة. وبين هذا وذاك، يبقى "سيمونز هول" رمزاً للنقاش المستمر حول معنى الجمال في العمارة ودور المباني في تشكيل هوية المدن ومجتمعاتها.