سر طول عمر الحضارات: اكتشافات جديدة حول دورة حياتها

أضيف بتاريخ 05/01/2025
منصة المَقالاتيّ


كشف تحليل معمق لـ 324 دولة ما قبل الحداثة عن نمط مثير للاهتمام في دورة حياتها. يؤكد فريق البحث بقيادة مارتن شيفر أن "القرنين الأولين من وجود الحضارة يمثلان فترتها الأكثر حرجاً".

هذه الهشاشة الأولية، التي لوحظت عبر خمسة آلاف عام من التاريخ، تستقر تدريجياً بعد 200 عام، مما يسمح لبعض المجتمعات بالاستمرار لفترات أطول بشكل ملحوظ. وتوضح السلالات الصينية هذه الظاهرة بشكل خاص، حيث بلغ عمرها الأقصى حوالي ثلاثة قرون خلال الألفيتين الماضيتين.

تسلط الدراسة الضوء على العديد من آليات زعزعة الاستقرار الاجتماعي. ويوضح الباحثون: "نلاحظ اتجاهاً متكرراً نحو تركيز الثروة في أيدي نخبة محدودة". يؤدي هذا الاستقطاب الاقتصادي إلى سلسلة من الآثار الضارة: الفساد النظامي، والقرارات السياسية المعيبة، وتزايد النزاعات الاجتماعية. كما يشكل التدهور البيئي، والضغط السكاني على الموارد، والمخاطر الصحية في المناطق المكتظة بالسكان عوامل حاسمة لزعزعة الاستقرار.

والأكثر إثارة للقلق أن هذه الملاحظات تتجاوز العصور والقارات. حيث حدد الباحثون أنماطاً مماثلة في مجتمعات ما قبل الحداثة في أوروبا والصين والأمريكتين. وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي والترابط في عالمنا الحديث، يحذر الخبراء من أن مجتمعاتنا المعاصرة قد تكون عرضة بنفس القدر للآليات التي عجلت بسقوط الحضارات القديمة.