أسبوع الذكرى والاستقلال انتهى، ومعه نشرت المعطيات الاحتفالية لمكتب الإحصاء المركزي. معدل مواطني دولة إسرائيل، عدد المواليد هذه السنة وكم هم سكان إسرائيل شباب او من مواليد البلاد، تقاليد العيد.
لكن إسرائيل في حرب، مخطوفوها في انفاق حماس. جنودها يقاتلون في غزة. الدولة عالقة في صراع سياسي استقطابي وغير مسبوق. المدافع تصم الاذان والحوريات لا تسكت بل اسكتت. فقد استبدلت بشرخ عميق، شرخ لا يمكن التنكر له. المعطيات في هذه الصفحات ليست احتفالية مثلما هي في يوم الاستقلال. توجد فيها مؤشرات على التفاؤل الإسرائيلي الشهير، بداية نماء خلاصي، لكن سحابة سوداء تظلل فوقها. سحابة انعدام ثقة وغضب.
معهد الحرية والمسؤولية في جامعة رايخمن استدعى معظم أسئلة الاستطلاع الذي امامكم بالتنسيق مع ملحق “السبت”. معطيات أخرى تأتي من معهد بحوث الامن القومي. الاستطلاعان تما مؤخرا حقا، في عينة تمثيلية وواسعة نسبيا للمجتمع الإسرائيلي. الانباء الطيبة: رغم كل شيء، لا تزال اغلبية الجمهور متفائلة. 51 في المئة. هذا ليس قليلا بالنسبة لدولة توجد في حرب لا تنتهي. لكن الفجوة بين التفاؤل والتشاؤم صغيرة؛ بالاجمال 9 في المئة. والشرخ السياسي هو الذي يلعب الدور. يكاد يكون 8 من اصل 10 من مصوتي الائتلاف الحالي متفائلون. لكن هذا الائتلاف يوجد الان في الأقلية في الجمهور. ومعظم المعارضة له، يهودا وعربا، متشائمون بالنسبة للمستقبل. واحد من كل خمسة إسرائيليين فكر منذ نشوب الحرب ان يأخذ عائلته الى دولة أخرى. في نظري، هذه بالذات نتيجة مبهرة بالنسبة لإسرائيل؛ كيف كانوا سيردون في مجتمعات أخرى على حرب وحشية كهذه، بدأت بالفظاعات ولا تنتهي. يمكن الافتراض بان هناك عادات اكبر كانت ستفكر بالهجرة.
لقد اضرت الحرب ضررا شديدا بالثقة العامة بجهاز الامن، وبينما تظهر واضحة علائم الصدمة، لا شك ان الجيش يبدي علائم إعادة بناء متسارعة. وفقا لمعطيات الاستطلاع فان 51 في المئة يعطون للجيش علامة “جيد” منذ نشوب الحرب. منظمات المجتمع المدني (!) توجد في المكان الثاني بعد الجيش، مع 4 من كل 10 إسرائيليين يعتقدون انها تصرفت جيدا في الحرب. في النهاية الجمهور يفهم ويعرف من جاء للتطوع، في اللحظات الأصعب. الشباك في المكان الثالث مع نحو ثلث الجمهور رغم الحملة النشطة ضده. الحكومة تحصل على “جيد” فقط من 15 في المئة من الجمهور، والكنيست تحظى بهذه العلامة من 8 في المئة. بالمناسبة الصحافة العبرية تحصل على العلامة المخيبة للآمال “جيد” فقط من 18 في المئة. لكن اكثر من السياسيين – كما يعرف جميعنا بان هذا مستوى منخفض جدا.
هل كل إسرائيل متكافلون الواحد مع الاخر؟
65 في المئة من الجمهور يؤمنون بانه ستكون صفقة سلام مع السعودية في أيام حياتهم؛ ثلث الجمهور يعتقد ان هذا سيحصل مع لبنان. وماذا بالنسبة للفلسطينيين، الشعب الذي نوجد نحن في حرب معه منذ 7 أكتوبر؟ فقط 8 في المئة من الجمهور يعتقد أنه سيكون سلام معهم، في أيام حياتهم. 83 في المئة يتنبأون باننا سنعيش على حرابنا مع الفلسطينيين – الى أن يتبدل الجيل، على الأقل.
وعندما سُئلوا ما هو مدى التزام الرئيس ترامب بالحفاظ على المصالح الأمنية لإسرائيل، أجاب نصف الإسرائيليين أنه يدعم إسرائيل فقط عندما يخدم هذا مصالحه. الثلث قالوا: ترامب ملتزم جدا، و 20 في المئة آخرون اختاروا: “ترامب غير متوقع وبالتالي من الصعب التعويل عليه”. هذه نتائج مشوقة تجسد وعيا سياسيا سليما. يمكن التخمين بانه كلما تواصلت الحرب، سيزداد الوعي؛ للولايات المتحدة توجد تحديات وانشغالات خاصة بها. وهي تسبق في سلم الأولويات الحرب هنا.