تحت القيادة اللبنانية الجديدة، وسّع الجيش اللبناني نشاطه ضد الفصائل العاملة في لبنان التي تنفّذ هجمات ضد إسرائيل، وذلك في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، واستجابةً للضغوط الأميركية. ويقوم الجيش اللبناني بعمليات تهدف إلى منع إطلاق الصواريخ، ومصادرة الأسلحة والذخائر من الفصائل المسلحة، لكن من الواضح أنه يجد سهولة أكبر في العمل ضد الفصائل الفلسطينية والجهات الأضعف، في حين يتجنب التعامل مع المشكلة الحقيقية، سلاح حزب الله.
ضمن هذا السياق، تمكّن الجيش في 20 نيسان/أبريل من العثور على مخزن صواريخ ومنصات إطلاق في داخل منزل في قضاء الزهراني، بالقرب من صيدا، وأعلن أنه نجح في إحباط محاولة إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، وتلقى تهنئة من رئيس الوزراء نواف سلام ورئيس الجمهورية جوزف عون. بيد أن تحليل الموقع والمضبوطات يشيران إلى أن هذا المخزن يعود، على الأرجح، إلى فصائل فلسطينية من منطقة صيدا، وهو ليس بالضرورة مخزن أسلحة لحزب الله. وخلال مراجعة عمليات مشابهة، أعلن الجيش اللبناني القيام بها في الأشهر الأخيرة، يتضح أنه يفضّل تنفيذ عمليات المصادرة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وفي مواقع تابعة لتنظيم "الجماعة الإسلامية" في شرق البلد، وضد المهربين والفصائل ، إذ تمّت أيضاً مصادرة أسلحة ثقيلة، مثل الصواريخ وقذائف الهاون.
وكانت نائب المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، أوضحت أن الولايات المتحدة تشترط تقديم المساعدات للبنان بالعمل الفعال على نزع سلاح جميع الفصائل في لبنان، بما في ذلك حزب الله، وفق ما تم الاتفاق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار. كما صرّح الرئيس عون ورئيس الحكومة سلام بأن على الجيش اللبناني نزع سلاح حزب الله. هذا الشرط الأميركي وضغوط الحكومة اللبنانية، يضعان الجيش اللبناني تحت ضغط كبير لإثبات قدرته على تفكيك الفصائل، لكنه يواجه صعوبة في تنفيذ هذه المهمة ضد حزب الله. لذلك، من الأسهل للجيش أن يُظهر "نجاحات" ضد الفصائل الفلسطينية والعصابات والمهربين على الحدود السورية - اللبنانية.
وبسبب صعوبة مواجهة حزب الله بشكل مباشر، المطلوب من إسرائيل إجراء حوار مع الأميركيين من أجل إعادة النظر بربط المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، بشرط نزع سلاح حزب الله. فالجيش اللبناني بحاجة إلى هذه المساعدات من أجل تنظيم صفوفه، وتجنيد مزيد من العناصر، وتأمين الموارد، وأيضاً للحد من تأثير قطر التي سارعت إلى تأكيد استمرار دعمها للجيش اللبناني.