يعاني توماس شيريدان، البالغ من العمر 35 عامًا والمقيم في ليفربول، من اضطراب نادر في الأكل يُعرف باسم "اضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام" (ARFID). هذا الاضطراب يجعله غير قادر على تناول معظم الأطعمة، ويقتصر نظامه الغذائي منذ عقود على التوست الأبيض بالزبدة، وحبوب الإفطار، وبعض الحلويات. مجرد التفكير في أطعمة أخرى كالبيض أو الخضار أو اللحوم يثير لديه شعورًا بالغثيان أو القيء الفوري.
يصف توماس حالته بأنها "عذاب" ويشعر بأنه "شاذ"، حيث حرمه هذا الاضطراب من حياة اجتماعية طبيعية، مما جعله يتجنب الخروج مع الأصدقاء وتناول الطعام في المقاهي. كما اضطر إلى ترك عمله بسبب فقدانه الشديد للوزن وصعوبة حصوله على تغذية متوازنة. لم يتم تشخيص حالته بدقة إلا في سن الثالثة والثلاثين، بعد سنوات من الاعتقاد بأنه مجرد شخص صعب الإرضاء في الأكل.
يُعتبر ARFID اضطرابًا تم الاعتراف به عالميًا حديثًا، حيث أدرجته منظمة الصحة العالمية رسميًا في عام 2022. يتميز هذا الاضطراب بنفور شديد من طعم أو رائحة أو ملمس معظم الأطعمة، ويعتقد أن أسبابه قد تعود إلى تجارب مؤلمة في الطفولة مثل الاختناق أو القيء أو الألم بعد تناول الطعام. بدأت مشكلة توماس عندما كان يبلغ من العمر 18 شهرًا، حيث توقف فجأة عن تقبل أي طعام جديد، وفشلت محاولات والديه ونصائح الأطباء في تغيير عاداته الغذائية.
يعتمد توماس اليوم على المكملات الغذائية لتعويض نقص الفيتامينات والبروتينات، لكنه يجد صعوبة حتى في تقبل نكهات هذه المكملات. وعلى الرغم من محاولاته المتكررة للعلاج، بما في ذلك التفكير في جلسات التنويم المغناطيسي، إلا أن حالته لا تزال دون تحسن ملحوظ بسبب ضعف الوعي المجتمعي ونقص الخبرة الطبية في التعامل مع هذا النوع من الاضطرابات