حرب الظلال الرقمية: صراع المغرب والجزائر يشتعل في فضاء الإنترنت

أضيف بتاريخ 05/20/2025
عبر البريد الدولي

كشفت تحليلات أجراها مركز Arabi Facts Hub ونشرها موقع Raseef22 عن وجود ساحة أخرى للمنافسة بين الجزائر والمغرب: فضاء الإنترنت.

وتشير الدراسة إلى وجود حملات منظمة تستخدم حسابات آلية ومؤثرين لنشر رسائل كراهية، خاصة على منصة X (تويتر سابقًا) المملوكة لإيلون ماسك. هذه الحملات، التي وصفها موقع إخباري لبناني بـ "حرب إلكترونية"، تتخذ شكل دعوات لطرد مواطني المغرب من الجزائر والعكس.

فمن الجانب الجزائري، انتشرت بشكل واسع وسوم باللغة العربية معادية لـلمغرب (تدعو إلى طرد المغاربة أو تصف المغرب بأنه "أضحوكة العالم")، وحققت عشرات الملايين من المشاهدات في الأشهر الأولى من عام 2025. كما لاحظ التحليل استخدام هذه الوسوم من قبل مؤثرين. وفي المغرب أيضًا، تستهدف حملة الجارة الجزائر، خاصة باستخدام وسوم تتهم الجزائر بدعم الإرهاب أو تؤكد فكرة أن "الجزائر معزولة دوليًا".

يلاحظ الصحفي الذي أعد التحليل تشابه أسلوب العمليات في كلا الجانبين، حيث يتم الاعتماد على إعادة نشر نفس الرسائل بكميات كبيرة بدلاً من إنتاج محتوى أصلي. كما يلاحظ استخدام ملفات تعريف آلية من كلا الطرفين، مثل تلك الحسابات النشطة على مدار 24 ساعة تقريبًا، وهي سمة "غير متوافقة مع السلوك البشري". بالإضافة إلى ذلك، كشف التحليل عن وجود "حسابات مركزية" تلعب دورًا رئيسيًا في تضخيم المحتوى من خلال إعادة النشر والتعليقات المعادية. وظيفتها هي إطلاق الديناميكية قبل أن تتولى بقية الشبكة المسؤولية.

في أبريل الماضي، أعلن قراصنة جزائريون يطلقون على أنفسهم اسم Jabaroot DZ مسؤوليتهم عن هجوم إلكتروني على العديد من المؤسسات المغربية بما في ذلك الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، مما أدى إلى تسريب بيانات شخصية لما يقرب من مليوني مواطن و 500 ألف شركة، تم نشرها على Telegram. وردت مجموعات مغربية مثل Phantom Atlas بمهاجمة عدة مواقع حكومية جزائرية بدورها. منذ عدة سنوات، تسبب قضية الصحراء الغربية توتراً في العلاقات بين المغرب والجزائر. فبينما تطالب الرباط بسيادتها الكاملة على هذا الإقليم، تظهر الجزائر دعمًا نشطًا لانفصاليي جبهة البوليساريو.