شهدت الولايات المتحدة، منذ تشريع المراهنات الرياضية عبر الإنترنت، ظاهرة مقلقة: ارتفاع حالات الإفلاس الشخصي بنسبة 25-30% خلال أربع سنوات فقط، بزيادة تقارب 30 ألف حالة سنوياً. وترافق هذه الموجة من المديونية المفرطة تدهور في تصنيفات الائتمان بمتوسط 0.3%، مع تضاعف هذا الانخفاض ثلاث مرات في الولايات التي سمحت بالمراهنات عبر الهواتف المحمولة.
وتكشف الأرقام عن أزمة اجتماعية عميقة. فرغم عدم وجود فوارق ديموغرافية واضحة، يظل الشباب، وخاصة الذكور من الطبقات المتوسطة والفقيرة، الأكثر عرضة لدوامة الديون والإدمان. تستهدف منصات المراهنات، عبر حملات تسويقية مكثفة، الفئة العمرية 18-25 عاماً، وهي فئة تعاني أصلاً من الهشاشة الاقتصادية وتسعى للثراء السريع.
تتجاوز التداعيات الجانب المالي لتشمل اضطرابات القلق، الاكتئاب، العزلة الاجتماعية، والخلافات الأسرية، وصولاً إلى الانتحار في الحالات القصوى. وقد ارتفعت المكالمات لخطوط المساعدة المتعلقة بإدمان القمار بنسبة 50% في بعض الولايات الأمريكية، مع امتداد الظاهرة عالمياً، خاصة في شمال وجنوب أفريقيا، حيث سهولة الوصول للمنصات الإلكترونية جعلت المشكلة تنتشر حتى بين القاصرين.
يحذر الخبراء من أن تطبيع المراهنات الرياضية عبر الإنترنت، المدعوم بالتكنولوجيا والإعلانات، يخلق أزمة صحية عامة صامتة، لا تزال آثارها طويلة المدى غير مقدرة بشكل كافٍ. فعندما ينتقل الكازينو من الشارع إلى الهاتف المحمول، يخاطر جيل كامل بخسارة ما هو أكثر من المال.