أطلقت التحالف المتوسطي للأراضي الرطبة حملة تحذيرية من توسعة متحف غوغنهايم في إقليم الباسك شمال إسبانيا، التي تهدد محمية أورداباي الطبيعية المصنفة ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي. تعد محمية أورداباي من أهم المناطق البيئية في إسبانيا، إذ تضم مناطق رطبة كبيرة تمثل محطة هامة للطيور المهاجرة على مسار الطيران الأطلسي الشرقي، حيث تتوقف ملايين الطيور سنويًا للراحة والتغذية قبل مواصلة رحلاتها.
تخطط السلطات لإنشاء فرعين جديدين للمتحف مرتبطين بممر خشبي يمتد عبر هذه المنطقة الحساسة، مما ينذر بتدمير موائل طبيعية هشة نتيجة التدفق السياحي المتوقع الذي قد يصل إلى 140 ألف زائر سنويًا. يعارض المجتمع المدني والمنظمات البيئية هذا المشروع بشدة، معتبرين أن التوسع سيؤدي إلى تدهور التنوع البيولوجي واختلال التوازن البيئي الهش في المحمية، التي تحتضن أكثر من 3000 نوع من النباتات والحيوانات، منها العديد من الأنواع المهددة بالانقراض مثل الطيور النادرة والقوارض الأوروبية.
يرى الخبراء أن المشروع، رغم الادعاءات الاقتصادية بخلق فرص عمل جديدة، سيساهم في تفاقم الأضرار البيئية الناجمة عن تغير المناخ والضغط السياحي المتزايد، وهو ما يتعارض مع الالتزامات الوطنية والدولية لحماية المناطق الطبيعية ذات القيمة الاستثنائية. تدعو الحملة إلى إعادة النظر في خطط التوسعة وتوجيه الجهود نحو تطوير سياحة مستدامة تحافظ على هذا التراث البيئي الحيوي، الذي يمثل ثروة طبيعية لا تقدر بثمن ليس فقط لإسبانيا، بل لأوروبا والعالم بأسره.