​كيف غيّرت مغذّيات البشر شكل مناقير طائر الطنان في كاليفورنيا؟

أضيف بتاريخ 05/29/2025
منصة المَقالاتيّ


شهدت طيور الطنان في ولاية كاليفورنيا تحولاً مذهلاً في شكل مناقيرها خلال العقود الأخيرة، وذلك استجابة للتغيرات غير الطبيعية في مصادر غذائها الناتجة عن تدخل الإنسان. فمع انتشار مغذّيات الطيور التي يضعها الناس في حدائقهم بعد الحرب العالمية الثانية، خصوصاً في الخمسينيات من القرن الماضي، وجدت طيور الطنان بيئة جديدة ساعدتها ليس فقط على البقاء، بل وعلى التطور بطرق لم يكن متوقعاً حدوثها في مثل هذا الوقت الزمني القصير.

الدراسات الحديثة التي قام بها علماء الأحياء في الجامعات الأمريكية أظهرت أن مناقير طائر الطنان من نوع آنا أصبحت أطول وأكثر حدة في المناطق التي تنتشر فيها المغذّيات الصناعية، بينما بقيت المناقير في المناطق الأكثر برودة أقصر وأكثر سمكاً. تكمن أهمية هذا التغير في أن الطيور المحتاجة للمغذّيات الصناعية (الغنية بمحاليل السكّر) تحتاج مناقد طويلة للوصول بفعالية لأعماق المغذّيات، مما يعزز فرصها في جمع كميات أكبر من الرحيق مقارنة بتلك التي تعتمد فقط على الزهور الطبيعية.

الأغرب أن طول المنقار لا يخدم فقط عملية التغذية، بل يلعب دوراً مهماً في تنظيم حرارة جسم الطائر. مع ارتفاع درجات الحرارة في ولاية كاليفورنيا، تستخدم هذه الطيور مناقيرها الطويلة لتبديد الحرارة الزائدة من أجسامها، مما يتيح لها مقاومة الإجهاد الحراري. وعلى العكس من ذلك، فإن الطيور التي انتقلت للعيش في المناطق الشمالية الباردة اكتسبت مناقير أقصر لتقليل فقدان حرارة الجسم.

وللمنافسة الشرسة على المغذّيات دور أساسي أيضاً. فقد أظهرت الأبحاث أن الطيور الذكور في المناطق التي تزداد فيها كثافة المغذّيات الصناعية أصبحت مناقيرها أكثر حدة وأطول قليلاً، كتكيفٍ مع طبيعة الصراع اليومي للسيطرة على هذه الموارد الجديدة. يُظهر هذا التغير كيف يمكن للعوامل البشرية أن تدفع بالحيوانات البرية إلى تغييرات بيولوجية وسلوكية ملحوظة خلال فترة وجيزة من الزمن.