غزّاوي منفي: كراهيتي لحماس تفوق كراهيتي لإسرائيل

أضيف بتاريخ 05/30/2025
منصة المَقالاتيّ


يكشف إبراهيم، اللاجئ الغزاوي المقيم في الضفة الغربية، عن غضب عميق ومعقد يشاركه عدد متزايد من سكان غزة. طُرد من القطاع عام 2008 من قبل حركة حماس بسبب صلاته المفترضة بالإدارة السابقة، ويعيش اليوم منفصلاً عن عائلته التي بقيت في غزة.

قضى إبراهيم 26 يوماً في زنزانة مظلمة، يُطعم بطريقة مهينة، مما ترك في نفسه كراهية عميقة تجاه حماس. تجربته ليست فريدة، فقد شهدت مخيمات اللاجئين في غزة، وخاصة جباليا وبيت لاهيا، مظاهرات غير مسبوقة في الأشهر الأخيرة. هذه الاحتجاجات تعبر عن غضب مزدوج: ضد الاحتلال الإسرائيلي، وضد حكم حماس المتهم بالتضحية بالمدنيين وفرض استراتيجيته دون اعتبار للمعاناة اليومية.

الهتافات المسموعة في هذه التجمعات تطالب بإنهاء الحرب وإعادة النظر في استراتيجية حماس، في إشارة إلى سكان منهكين بدأوا يشككون في شرعية قادتهم. بعد أشهر من القصف والنزوح، يجد المدنيون أنفسهم محاصرين بين الضربات الإسرائيلية وخيارات حماس، التي تستخدم أحياناً المناطق المدنية لإطلاق هجمات، مما يؤدي إلى انتقام دموي.

يتهم بعض الغزاويين حماس بإخفاء رهائن في مناطق مدنية أو إطلاق صواريخ من أحياء مكتظة بالسكان، مما يفاقم الخسائر في صفوف المدنيين. عدد متزايد من سكان غزة، بما في ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، ينددون بإدارة حماس، متهمين إياها بجرهم إلى طريق مسدود وعدم البحث عن حلول سياسية أو إنسانية.

رغم ذلك، لا يزال معظم السكان يعزون السبب الرئيسي لمعاناتهم إلى الاحتلال والحصار الإسرائيليين، لكن السخط على حماس يكتسب أرضاً. المدنيون، العالقون بين نارين، يبحثون عن بدائل ويدعون إلى تغيير في الاستراتيجية، وربما في القيادة.

صرخة إبراهيم "أكره حماس أكثر من إسرائيل" ترمز إلى انقسام في المجتمع الفلسطيني في غزة، حيث لم يعد الغضب مقتصراً على العدو الخارجي، بل يستهدف أيضاً القادة المحليين المتهمين بخيانة مهمتهم في حماية ومقاومة شعبهم. هذه الحركة الاحتجاجية الداخلية، رغم تقييدها بالقمع والخوف، قد تشكل نقطة تحول في الديناميكية السياسية لغزة، كاشفة عن عمق الأزمة الإنسانية والسياسية التي يمر بها القطاع.