سر الأزرق المصري القديم: كيف أعاد العلماء إحياء أقدم صبغة صناعية في العالم

أضيف بتاريخ 06/05/2025
منصة المَقالاتيّ

نجح فريق من الباحثين بقيادة جامعة ولاية واشنطن في إعادة تصنيع الصبغة المصرية الزرقاء، والتي تعد أقدم صبغة صناعية عرفها الإنسان، ويعود استخدامها إلى أكثر من خمسة آلاف عام في مصر القديمة. كانت هذه الصبغة تُستخدم كبديل للأحجار الكريمة النادرة مثل اللازورد والفيروز، حيث ساهمت في تزيين المعابد والمقابر والتماثيل، وارتبطت بالآلهة والملوك واعتبرت رمزًا للخلود والسماء



تتكون الصبغة من مركب كيميائي يُعرف باسم سيليكات النحاس والكالسيوم، ويتميز بلونه الأزرق العميق الذي لا يتغير مع مرور الزمن. اعتمد المصريون القدماء على تسخين مزيج من الرمل، كربونات الكالسيوم، أملاح النحاس والصودا في أفران تصل حرارتها إلى حوالي ألف درجة مئوية. وتؤثر سرعة التبريد ونسبة المكونات على درجة اللون، حيث ينتج عن التبريد البطيء لون أزرق أعمق، بينما يؤدي التبريد السريع إلى ألوان باهتة تميل إلى الرمادي أو الأخضر.



يأتي هذا الإنجاز العلمي ليعيد للأذهان براعة المصريين القدماء في الكيمياء والتكنولوجيا، ويفتح آفاقًا جديدة في مجال ترميم الآثار والحفاظ على التراث الثقافي. كما يسلط الضوء على الأبعاد الرمزية للون الأزرق في الحضارة المصرية، حيث ارتبط بالخلق والحياة الأبدية والسلطة الإلهية، وهو ما يظهر جليًا في زخارف المعابد وتيجان الفراعنة ولوحات المقابر الملكية.