في ظل التنافس الاستراتيجي بين طهران وتل أبيب، تمكّن جهاز الموساد الإسرائيلي من تحقيق اختراق غير مسبوق في قلب الأراضي الإيرانية، مستخدماً أساليب متطورة في التجسس والاختراق والتخطيط العسكري. وتكشف تقارير وتحليلات أمنية دولية عن أن الموساد لم يكتفِ بجمع المعلومات، بل نجح في تنفيذ عمليات استخباراتية وعسكرية داخل إيران، مما أثار دهشة المراقبين وأثار قلق السلطات الإيرانية.
تقوم استراتيجية الموساد على عدة محاور رئيسية، أولها الاختراق البشري عبر تجنيد عملاء من داخل إيران، سواء كانوا مواطنين عاديين أو عناصر في الأجهزة الأمنية والعسكرية. وقد أكدت تصريحات رسمية إيرانية سابقة، منها تصريحات الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، أن بعض عناصر الأجهزة الأمنية المسؤولة عن مواجهة الموساد كانوا في الواقع عملاء لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، مما أتاح للموساد الوصول إلى معلومات سرية للغاية وشنّ عمليات داخلية.
إلى جانب الاختراق البشري، استخدم الموساد تقنيات متطورة مثل الطائرات المسيرة (الدرونز) التي تم إدخالها إلى إيران وتم نشرها سراً قرب طهران، حيث استُخدمت في عمليات استطلاع وضربات دقيقة ضد مواقع عسكرية إيرانية. كما تم تهريب أسلحة وأجهزة إلكترونية متقدمة إلى داخل إيران، ساعدت في تنفيذ عمليات استخباراتية وعسكرية دون اكتشافها بسهولة.
كما لعبت الحرب السيبرانية دوراً محورياً في استراتيجية الموساد، حيث تم تطوير ونشر فيروسات حاسوبية متقدمة مثل "ستوكس نت"، التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية وأدت إلى تعطيلها بشكل كبير. وقد شارك الموساد في هذه العمليات بالتنسيق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA)، مما زاد من فعالية الضربات السيبرانية.
وقد مكّنت هذه العمليات الموساد من تدمير دفاعات جوية إيرانية وتحييد منشآت عسكرية مهمة، بالإضافة إلى اغتيال علماء وعسكريين إيرانيين بارزين، مما أضعف قدرات إيران النووية والعسكرية. كما أدت هذه العمليات إلى زعزعة الثقة داخل المؤسسات الإيرانية، واضطرت السلطات إلى تعزيز إجراءات الأمن الداخلي.