الحلم الإيراني في المنفى: بين الخوف من النظام والرجاء بإسرائيل

أضيف بتاريخ 06/16/2025
عبر بيلد


يعيش ملايين الإيرانيين خارج وطنهم، يحملون حنينًا للعودة وقلقًا من نظام يمارس القمع منذ أكثر من أربعة عقود. هذه الروح الإيرانية في المنفى، المتجذرة في تاريخ طويل من النضال والهجرة، تحمل في داخلها حلمًا واحدًا: التحرر من قبضة نظام الملالي، والعودة إلى بلاد يُراد لها أن تعيش بأمان.

تتعدد قصص الإيرانيين في الشتات، وتختلف تجاربهم، لكنها تلتقي في نقطة واحدة: العذاب النفسي والجسدي الذي فرضه النظام على شعبه. تقول ماريا شيرافكان، البالغة من العمر 47 عامًا من مدينة آخن الألمانية، والتي فرت مع والديها إلى ألمانيا عام 1988 في نهاية الحرب الإيرانية العراقية: "خدم والدي في البحرية الإيرانية. حتى قال في نفسه ذات يوم: لم أعد أستطيع التوفيق بين هذا وضميري... خدمة هؤلاء الملالي!" هذه العبارة تلخص الصراع الداخلي الذي يعيشه كثيرون بين الولاء للوطن والرفض للنظام الذي يحكمه.

على مدى 45 عامًا، مارس النظام العنف ضد الشعب الإيراني بلا هوادة: التعذيب، الاغتصاب، الإعدامات، ازدراء المرأة، التعصب الديني، الفساد. هذه السياسات أجبرت ملايين الإيرانيين على مغادرة وطنهم بسبب الاضطهاد، وانفصل الكثير منهم عن عائلاتهم، وبعضهم إلى الأبد. لكن المنفى لم يكن ملاذًا آمنًا دائمًا، فالكثيرون يراقبون ما يحدث حتى في أوروبا نفسها.

مارال س.، التي نشأت في كولونيا، تقول: "هذا التحالف بين اليسار المتطرف في ألمانيا والإسلاميين يقلقني." وتضيف: "الثورة الإسلامية في إيران بدأت أيضًا بتحالف بين الشيوعيين والإسلاميين ـ حتى تمكن الأخيرون من القضاء على الشيوعيين." هذه التجربة التاريخية تجعل الإيرانيين في المنفى حذرين من أي تحالف سياسي قد يتكرر.

على مدى العقود الماضية، لجأ الشتات الإيراني إلى أساليب متنوعة للمقاومة: الرسائل، الاحتجاجات، الحوارات مع السياسيين الغربيين. وحذروا مرارًا من أن النظام في طهران لا يهدد شعبه فحسب، بل يهدد أوروبا والولايات المتحدة والغرب بأسره. هذا التحذير لم يكن مجرد كلام، بل استند إلى تجارب واقعية وأحداث تاريخية.

لذلك، يرى العديد من الإيرانيين في المنفى أن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ليست حربًا، بل أملاً في إنهاء الإرهاب ومستقبل حر لأنفسهم ولأسرهم. تقول رُسْبَه سلماني، وهي إيرانية تبلغ من العمر 42 عامًا من هامبورغ، لصحيفة بيلد: "عندما يسقط النظام، سأنتقل فورًا إلى إيران. أنا وطني، أحب بلدي. لطالما كان اليهود والإيرانيون أصدقاء." هذه الروح الوطنية تظهر بوضوح لدى كثير من الإيرانيين في المنفى، الذين يحلمون بالعودة إلى وطنهم، ويعتقدون أن إيران قادرة على أن تكون أكثر انفتاحًا وحرية.

حتى في المنفى، يحلم البعض بمستقبل مختلف. رُسْبَه سلماني إنها تحلم بأن تصبح مرشدة سياحية وتقود رحلات سياحية إسرائيلية (وأخرى) حول موطن عائلتها. هذا الحلم يعكس رغبة في بناء الجسور بين الشعوب، ونسيان الماضي المؤلم، وبناء مستقبل أفضل.

يبقى الحلم الإيراني في المنفى حلمًا قويًا بغض النظر عن التحديات. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة بيلد الألمانية، فإن الكثير من الإيرانيين في المهجر يراهنون على تغيير النظام، ويعلقون آمالهم على أي تطور سياسي أو عسكري قد يؤدي إلى سقوط الملالي، ولو جاء هذا الأمل من جهة غير متوقعة مثل الإجراءات الإسرائيلية.