بذور القنب ترتاد الفضاء: هل تصبح "المعجزة الخضراء" حقيقة على القمر والمريخ؟

أضيف بتاريخ 06/24/2025
منصة المَقالاتيّ

 أرسل فريق من الباحثين بذور نبتة القنب (الحشيش) إلى الفضاء، ضمن سلسلة من التجارب الطموحة التي تهدف إلى دراسة قدرة النباتات على التكيف مع بيئة الفضاء القاسية. هذه المبادرة تأتي في سياق بحثي متنامٍ حول إمكانية زراعة النباتات خارج الأرض، خاصة مع استعداد البشرية لإنشاء مستوطنات على سطح القمر والمريخ في العقود القادمة



تتميز نبتة القنب بقدرتها على النمو السريع، وقدرتها على التكيف مع الظروف البيئية الصعبة، بالإضافة إلى فوائدها المتعددة. فهي مصدر للألياف القوية، ولها استخدامات طبية وعلاجية، كما يمكن استخراج الزيوت والبروتينات منها، ما يجعلها مرشحًا مثاليًا لزراعتها في بيئة الفضاء أو على الكواكب الأخرى، حيث الموارد محدودة للغاية.

أثناء التجربة الجديدة، تم وضع حوالي 150 بذرة قنب داخل حاضنة بيولوجية متخصصة، أطلقت على متن صاروخ "فالكون 9" التابع لشركة سبيس إكس من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا. وصلت الحاضنة إلى مدار يزيد عن 500 كيلومتر، حيث تعرضت البذور لمستويات عالية من الإشعاع الكوني، يفوق ما تتعرض له على سطح الأرض بمئة مرة. بعد ثلاث ساعات من الدوران حول الأرض، عادت الحاضنة إلى المحيط الهادئ، ومن ثم نقلت إلى أوروبا لإجراء تحاليل معمقة.

يركز العلماء على دراسة تأثير الإشعاع الفضائي والجاذبية الضعيفة على التركيب الجيني للنبات، ومدى قدرته على إنتاج مواد مفيدة مثل الكانابيديول (CBD) والثيتراهيدروكانابينول (THC). كما يسعون لاكتشاف طفرات جينية قد تزيد من مقاومة النبات للأمراض أو تحسن إنتاجيته في الظروف الصعبة.

إن نجاح هذه التجارب سيفتح الباب أمام تطوير سلالات جديدة من القنب، قادرة على النمو في بيئات غير تقليدية، سواء على الأرض أو في الفضاء. هذا الأمر سيكون له انعكاسات مهمة على مستقبل الزراعة المستدامة، وتطوير الأدوية، ودعم البعثات الفضائية الطويلة الأمد.