في إيران، تبرز عدسة المصورة مريم سعيدبور كنافذة على عوالم النساء اللواتي يعشن يومياً صراعاً بين التقاليد والرغبة في الحرية. هذه الأعمال، التي تجسد تمرداً ناعماً وخاصة، مستوحاة من حركة «امرأة، حياة، حرية» التي اجتاحت البلاد بعد مقتل مهسا أميني في 2022 أثناء احتجازها بسبب ما اعتبر « ارتداء غير مناسب»، عبر سلسلة من الصور التقطتها لمواطنات في مقاهي وطُرقات ومعارض فنية، وأمام خلفية من السجاد الفارسي.
مريم سعيدبور، المقيمة في إيران، تقول إن مشروعها ولد من غضب عارم وإحساس عميق بأن مصير المرأة الإيرانية أصبح رهن تجاذبات سياسية ودينية، بينما تبقى الحرية حلماً يومياً يراود الجميع. « الحجاب جزء من التراث كما هو حال السجاد الفارسي، لكنه أيضاً ساحة مواجهة بين مؤيد ومعارض، وضحية دائمة لتدخل السلطة،” تروي المصورة التي اضطرت للرقابة الذاتية خشية العقاب، معتبرة أن هذه الظلال من الغموض تفرضها الحياة في هذا البلد.
وتبرز هذه الأعمال الشعرية نساء يخترن، كل بطريقتهن، أن يُطلِقن العنان للبسمة أو النظرة الجريئة تحت شبح الحجاب، كأنهن يمارسن لعبة الاختباء والبوح معاً في مواجهة نظام لا يتسامح مع الخروج عن المسار. جمالية الصور تكمن في هذه الطبقات من المعاني والرموز: فكل وشاح ليس فقط ستاراً بل إعلان مقاومة، وكل سجادة ليست مجرد تراث بل أرضية صلبة لخطوات النساء تجاه المستقبل.
من الجدير بالذكر أن هذه السلسلة حازت تقدير لجنة جائزة Global Peace Photo لعام 2024, حيث يرى أحد أعضاء اللجنة أنها تُظهر بوضوح الشجاعة والازدواجية في مواجهة الرقابة والعقاب. للاستزادة حول تفاصيل هذا المشروع والصعوبات التي واجهتها المصورة، يمكن الرجوع إلى المقابلة الكاملة مع مريم سعيدبور على موقع "كورييه انترناسيونال" عبر هذا الرابط.