اكتشاف علمي يعيد رسم خريطة الكتابة العربية: فك رموز الأبجدية الدهوفرية بعد قرون من الغموض

أضيف بتاريخ 07/14/2025
منصة المَقالاتيّ

نجح الباحث أحمد الجلاد في فك شيفرة الكتابة الدهوفرية التي تعود إلى أكثر من ألفي عام في جنوب سلطنة عُمان. هذا النظام الكتابي، الذي ظل مجهولاً رغم الجهود البحثية المكثفة، أصبح الآن قابلاً للقراءة بفضل تحديد ثلاثة نقوش تتبع ترتيب "حلحم" الأبجدي، وهو ترتيب مختلف عن الأبجدية الفينيقية الشائعة في معظم اللغات السامية.



اعتمد الجلاد على تحليل نقش كهفي احتوى على رموز متتالية دون تكرار، ما دفعه للاعتقاد بأنها تمثل أبجدية كاملة. بعد اكتشاف نقوش أخرى تحمل نفس التسلسل، تمكن من ربط الرموز الدهوفرية بأصواتها، ما أتاح قراءة نصوص لم تكن مفهومة من قبل. اللافت أن التحليل أظهر أن هذه الكتابة أقرب من حيث الشكل والتسلسل إلى الكتابات العربية الشمالية، مثل الثمودية "ب"، وليس إلى أنظمة الكتابة المحلية في جنوب الجزيرة.

هذا الاكتشاف يغير التصورات حول تطور الكتابة في المنطقة، ويشير إلى وجود تواصل ثقافي ولغوي بين شمال الجزيرة العربية وجنوبها في فترة ما قبل الإسلام. جهود التوثيق التي بدأها الباحث العماني علي مهاش الشهري في التسعينيات، بالتعاون مع جيرالدين كينغ، كانت أساس هذا الإنجاز، حيث جمعوا مئات النقوش وحددوا وجود نوعين من الخطوط الدهوفرية.

فك رموز هذا النظام الكتابي لا يمثل مجرد إنجاز أكاديمي، بل يفتح نافذة جديدة على تاريخ اللغات والثقافات في شبه الجزيرة العربية، ويعيد النظر في مسارات التأثير والتبادل بين شعوبها في العصور القديمة.