​الكنديون يسخرون من الفرنسيين: "لماذا كل هذه الضجة حول موجة الحر؟"

أضيف بتاريخ 07/19/2025
منصة المَقالاتيّ


تثير ردود الفعل الفرنسية تجاه موجات الحر جدلا واسعا في الإعلام الكندي، خاصة في كيبيك. حيث ينظر الكثيرون إلى هذا الاهتمام بالطقس الحار على أنه مبالغة لا تستحق كل هذا الاهتمام الإعلامي. فبينما تتصدر موجات الحر عناوين الصحف الفرنسية وتحتل ساعات طويلة من البرامج التلفزيونية، يتساءل الكنديون بسخرية عما إذا كانت هذه الظواهر الجوية تستحق فعلا كل هذا القلق والتغطية الإعلامية.

الواقع المناخي في كندا، وخاصة في مقاطعة كيبيك، يختلف جذريا عن الوضع في فرنسا. فسكان هذه المناطق معتادون على مواجهة ظروف جوية قاسية للغاية، حيث تنخفض درجات الحرارة في الشتاء إلى ما دون الأربعين درجة تحت الصفر، وتتساقط الثلوج بكميات هائلة تشل الحركة لأيام طويلة. هذا الواقع المناخي جعل الكنديين أكثر قدرة على التكيف مع التقلبات الجوية وأقل ميلا للقلق من ارتفاع درجات الحرارة لبضعة أيام في السنة.

الصحافة الكندية في انتقاد ما تعتبره مبالغة فرنسية في التعامل مع الطقس الحار. حيث تصف التغطية الإعلامية الفرنسية بأنها "كابوس" من الحديث المتواصل عن الحر. هذا الموقف النقدي يعكس ليس فقط الاختلافات المناخية بين البلدين، ولكن أيضا الاختلافات الثقافية في طريقة التعامل مع التحديات الطبيعية والتعبير عنها إعلاميا.

من جهة أخرى، يشير خبراء الإعلام إلى أن هذا الموقف الكندي يعكس رغبة في التميز في المشهد الإعلامي الفرانكفوني. حيث يسعى الإعلام الكندي إلى إثبات اختلافه وتفوقه في التعامل مع الأزمات المناخية مقارنة بالإعلام الفرنسي. هذا التنافس الإعلامي يتجلى في السخرية المتكررة من ردود الفعل الفرنسية تجاه الظواهر الجوية التي يعتبرها الكنديون عادية وغير مستحقة لكل هذا الاهتمام.

لكن هذا الموقف الكندي قد يشهد تغييرا تدريجيا مع تزايد حدة التغيرات المناخية التي بدأت تؤثر على كندا نفسها، خاصة مع موجات الحر الاستثنائية وحرائق الغابات الضخمة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة. هذه التطورات المناخية الجديدة قد تجعل الكنديين أكثر تفهما لقلق جيرانهم الفرنسيين، وأقل ميلا للسخرية من ردود أفعالهم تجاه الطقس الحار.

هذا الجدل انعكاسا لتباين الثقافات والتجارب المناخية بين شعبين يتشاركان اللغة ولكنهما يختلفان في طريقة التعامل مع تحديات الطبيعة. مما يفتح المجال لمناقشات أوسع حول كيفية تأثير البيئة المحلية على تشكيل الوعي الجماعي والخطاب الإعلامي في عصر التغير المناخي.