وسائل الإعلام المتحركة : من يسيطر على الشاشة يسيطر على الواقع

07/30/2025
عبر MIT Press Reader

في المجتمع الحديث، أصبحت الصورة المتحركة — الفيديو والتلفزيون — الوسيلة الأكثر تأثيراً في تشكيل الوعي الجمعي وإعادة بناء "الواقع الاجتماعي". كما يؤكد مقال نشر حديثاً في مجلة MIT Press Reader (التي تشتهر بتحليلاتها الأكاديمية الموثوقة)، أصبح من المستحيل فصل الإدراك الجماهيري للواقع عن تدفق الرسائل البصرية اليومية عبر الشاشات المتنوعة. ففي الولايات المتحدة، تجاوز عدد الأجهزة المتصلة في المنزل الواحد العشرين، والنسبة الأكبر من المواطنين تستهلك المعلومات والأخبار والترفيه من مصادر مرئية لا تخضع في الغالب لنفس الضوابط النقدية والتحقق التي صاحبت الصحافة التقليدية المكتوبة لقرون



يكشف المقال عن أن القوى السياسية والاقتصادية حولت صناعة الشاشة إلى سلاح لتوجيه الرأي العام والتأثير على القرارات المجتمعية، إلى درجة تقلص فيها الفاصل بين الحقيقة والخيال. في عهد الرئيس ترامب، على سبيل المثال، اكتسبت الصور التلفزيونية وبرامج "تلفزيون الواقع" قدرة غير مسبوقة على صناعة السرد السياسي وحتى رسم معالم السلطة، لدرجة أن كبار مسؤولي إدارته جاؤوا من عالم الإعلام التلفزيوني. هذه الهيمنة للوسائط المرئية تطرح تحدياً جديداً أمام الصحافة البحثية والمجتمع، لأنها تجعل "الواقع" مجرد انعكاس لما يُعرض على الشاشات، في ظل غياب قواعد نقدية واضحة للتعامل مع الفيديو والصورة مثلما كان الأمر مع النص المكتوب.

ويدعو المقال نقلاً عن MIT Press Reader إلى ضرورة تطوير أدوات ومناهج لمساءلة وتوثيق هذا المحتوى البصري المتزايد: دليل للنقد المرئي، وآليات لاسترجاع المقاطع وتحليلها علمياً وقانونياً؛ إذ أصبحت قضايا العدالة، ونشر المعلومات المضللة، وتوثيق الأحداث الكبرى مرتبطة بالقدرة على التعامل مع الفيديوهات كشهادات موثقة يمكن الاستناد إليها بنفس قوة الوثيقة النصية. ويختتم المقال بالتحذير من "ضبابية الواقع" التي تصنعها هذه الوسائط، وضرورة تحمل المجتمع لمسؤوليته في بناء مستقبل إعلامي أكثر شفافية وذكاءً.